26 فبراير 2008

لا هى و لا هو " قصة واقعية "


لا هى ..... و لا هو !تو قف محرك السيارة ، باب يفتح ، شاب وسيم فى مقتبل العمر ينزل من السيارة ، و قد بدا على وجهه ملامح الحزن و الأسى ، و قد تحدرت الدموع من عينيه حتى سالت اودية و انهارا كأنه يبكى على ماض مؤلم ، أو حاضر ضائع او لربما فقد عزيز عليه او رآى منه ما لم يحب ان يراه ، سار خطوتين ثم جلس على مقدمة السيارة و أخذ يتذكر ما حدث ، لقد كان ما حدث ليس بالشئ الهين أو السهل ، بل كان امرا مؤلما هوى على قلب حبيب فصعقه صعقا ، لقد رآها تقف مع اخر ، اضطربت نفسه ، اخذت دات قلبه تلاحق بعضها البعض ، الدقة تلو الاخرى .... عندما رآه و رأته هى الاخرى .. نظر اليها فى حزن و اسى .. أرادت ان تشرح له ، لكنه لم يعطها الفرصة ، لربما كان هذا اخر يوم فى تاريخ اثنين على الحب التقا ،،، و بينما هو ثابت ساكن ، و دموعه تسيل ، و قلبه يدق دقا ، اذ جرس هاتف الجوال يرتفع بالرنين ، و هو يعلم من يريده ، لأن هذا الجرس انما خصصه لشخص بعينه ، بدأ صوته يرتفع بالبكاء و العويل ، لقد كانت هى تتصل به ... أصبح بداخله شعورين : احدهما يرمى الى ان يسمع صوت التى احبها و الاخر هو الا يسمع صوت فتاة قد خانته ، لقد رآها تبكى للشخص الذى كانت تقف معه ، فلولا وجود بكائها ، لكان الامر سهلا ميسرا و ليس صعبا معسرا ، لكنه يميل اكثر للإختيار الاول ، فهو عنده الفضول ليعرف ما بينهما و ليس ليعرف من هو ؛ لأنه يعرفه جيدا ، إنه صديقه الذى يثق به ، رآه و رآها ، يحدثها و هى تبكى ، لربما عاتبه قلبه و عاطفته : لماذا لم يقف معها فيساندها و يمسح دموعها ؟ لكن حجة نفسه و عقله كانت الاقوى " هى لا تستحق مثلك " و هو يخشى ان يسمع صوتها فيحن لها مرة اخرى ، كان امرا مؤلما ، لا يدرى ماذا يفعل ؟ فجأة .... ضغط على أحد مفاتيح الجوال و سكت ليسمع صوتها ، .... بكى و انهار ، سالت دموعه من عينيه ، و جرت على وجنتيه ؛ كانت تقول له : هل لك ان تسمعنى ؟ قال : اسمعك فقالت : لك أن تعرف اننى اعتبرك مثل اخى ، اشتد بكاؤه ، ثم مال على الارض يلتقط هاتفه الجوال بعد ان سقط منه و كأن لسان حاله يقول : أو كانت تخادعنى و تلاعبنى ؟ أين كان هذا الاعتراف فى بداية الامر ؟؟ ماذا كانت تعنى ورودها و ازهارها التى كانت ترسلها لى ؟ أين ضحكاتها و ابتساماتها ؟ أين نظراتها و غمزاتها ؟ اين رسائلها و خطاباتها ؟ ليت شعرى ما كتبته ... لقد كان صاحبنا هذا فخورا بشعره الذى كان يكتبه فيها ، خصوصا بيت فى قصيدة من مائة بيت ؛ كان يقول فيه :
فإمرؤ القيس مجنون ليلى .......و انا مجنون شيريناكأنه يقول : عجبا ، كل هذا منى و منها و تعتبرنى مثل اخى ؟؟ .... الدم يفور فى عروقه ، نزل من عى مقدمة السيارة ، فتح الباب ، أدار السيارة .... أخذ يقودها بسرعة جنونية ... صدفة رآى صديقه الذى كان معها واقفا ... توقف و قال له : اركب .... نظر اليه صديقه فى مكر و دهاء كأنما يستنبط منه شيئا أو يعد اجوبة لأسئلته .... ركب السيارة ... كان الصمت هو سمة تلك اللحظات ، و لا يدرى صاحبنا ايلوم صديقه ام يعفو عنه ؟ قطع كل هذا الصمت صوت صاحبنا يقول : ماذا بينك و بينها ؟ و ما سر بكائها ؟ نظر اليه صديقه و لم يرد ، كرر صاحبنا سؤله لكن دون رد ، فكرره مرة اخرى ، فرد صديقه قائلا : اما ما بينى و بينها فهو ما بين اى شاب و فتاة ثم سكت فقال صاحبنا : و ما سر بكائها ؟ فقال صديقه : ليس لك ان تعرف كل شئ ! ما إن اتم كلماته حتى توقفت السيارة فقال صاحبنا : لقد تعطلت ، هل لك ان تدفعها قليلا من الخلف ؟ فنزل صديقه من السيارة ليدفعها ، و فى خلال ما كان ذلك ، كان صاحبنا قد كتب على هاتفه الجوال " هذا اقل شئ منى لك " ثم ضغط على الاختيار " ارسال " ، ثم ادار مفتاح السيارة و انطلق بها ... كانت هذه الجملة بمثابة رسالة الى صديقه ، و بينما هو فى السيارة لا يدرى اين يذهب ، اذ بصديق اخر يتصل به ، فسمعه يقول له فى عتاب : ألم اقل لك أنها لا تستحق مثلك ؟ و كان قرار صاحبنا الذى اتخذه و لا رجعة فيه حيث كان الرد : " لا هى و لا هو "يمحى من حياته حبيبة أحبها أكثر من أى شئ .... و صديق كان يثق فيه أكثر من اهله ثم ارتجل شعرا يقول
أحببت جــــــــــــــارتى ... كــانـت فى عينى من الجميــــلات
لكنى رأيتها بعيـــــــــن ... قلبى و عاطفتى فى عشق البنـــات
و وثقت فى صديق لـى ... حتى رأيت منه حركاته الخادعاتثم أخذ يهمهم و يقول : نعم ... ، لا هى و لا هو
محمد حلمى

هناك تعليقان (2):

أحمد منتصر يقول...

يعلن حزب الجبهة عن عمل جلسة أدبية لعرض الأعمال الشخصية ومناقشة آخر المستجدات الثقافية بمقر حزب الجبهة بطنطا. عمارة الأوقاف الدور الثالث شارع المدارس بجوار المحطة بداية من الأسبوع المقبل.

أحمد منتصر يقول...

يعلن حزب الجبهة عن عمل جلسة أدبية لعرض الأعمال الشخصية ومناقشة آخر المستجدات الثقافية بمقر حزب الجبهة بطنطا. عمارة الأوقاف الدور الثالث شارع المدارس بجوار المحطة بداية من الأسبوع المقبل.
تحديث بالميعاد:
الجلسة إن شاء يا شباب يوم الاثنين 7-7-2008
من الساعة السادسة إلا ربع حتى السابعة مساء
اسألوا عن منتصر أو طارق عميرة.
والدعوة مفتوحة للجميع.